لما كان لـ «الصحيحين» المحل الأسنى والحظوة العظمى من بين سائر كتب أهل الإسلام، حيث تلقتهما الأمة بالقبول، وأذعنت لصاحبيهما بالإمامة = توجه إليهما بالعداوة من في صدره حرج من السنة وتحكيمها، لعلمهم بأن نقضهما نقض لسائر دواوين السنة تبعا، إذ إن منهجهما في تلقي الأخبار وقبولها يعد من أرفع ما أنتجته القرائح وأملته ثباتا وإحكاما، ففي توهين ذلك المنهج الصلب تهوين لما سواه ضرورة. ولم تزل تلك العداوة لدى كثير من المعاصرين حتى أفرزت ما يمكن تسميته بـ «عدوى الاستطالة على الصحيحين»، ولم تزل تلك العدوى في التفشي حتى أصابت بعض المنتسبين للسنة فضلا عن غيرهم.
ولذا كان من اللازم التصدي لتلك الاستطالة وتتبع إفرازاتها ومفصل نقودها ومعارضاتها، وهو ما تكفل به هذا الكتاب الذي تتبع الفرق المعاصرة الطاعنة في «الصحيحين» فنقد أصول معارضاتها وأبرز كتاباتها في ذلك، ثم تتبع اعتراضاتها الجزئية على أحاد أحاديث «الصحيحين» فبين وهاءها وتهافت بناءاتها، مجليا جلالة المنهج المعرفي للشيخين فيما اعتمداه في كتابيهما، مبرهنا على أن قبول ما دلت عليه أحاديث «الصحيحين» يعد صرامة منهجية وعصمة شرعية، وأما التمثل في ردها والتعسف في إنكارها فمهيع العجزة.
شهادات حول الكتاب
أ.د أحمد الريسوني
كتاب المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين عمل متميز و مفيد جدًّا في بابه !
أحسن الله إلى مؤلّفه كما أحسن فيه، و نفع به الإسلام و المسلمين.د. على الصلابي
كتاب “المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين” من الكتب المتميزة في الرد على أصحاب الشبهات على السنة بأسلوب علمي مبني على الإنصاف و الحجة، فهو يستحق الاقتناء و العناية و القراءة.